القناع الأزرق و عفريت الليل
الكاتب : محمد كامل الترك
الموضوع : القناع الأزرق و عفريت الليل
كانت ليلة عفاريت من درجة المرح .. العفريت المخرج رئيس الفرقة، جميل
الصوت والأداء المسرحي ..
العفريت ثقيل الوزن والذي يوجه وزنه هذا إلى خفة فائقة في الظل
والروح والحركة وباستمتاع عالي ..
العفريتة كثيرة الألوان في أزيائها وشعرها وصاحبة الأنوثة الوحيدة على الخشبة
فالمخرج والممثل عبد الرحيم النسناسي يبدأ بدور واحد من الرواة الثلاثة وهو
يضرب على الدف .. ثم يمر في مشهد الوالد في خيال الظل وينتقل إلى شركة
السفريات طالباً للتذكرة فينتهي على كرسي الوظيفة في شركة السفريات وينتهي
بعد مروره بمشهد البار إلى صاحب هذه الشركة وذلك مع مراعاة وضع الأزياء
المناسبة لكل مرحلة .. هذا التدرج السلس والسريع هو من مميزات بريق
الإخراج في هذا العمل المسرحي .
أمينة بكري ؛ هذه الممثلة التي تتمتع بالقبول المحبب لدى الجمهور وبالحركة
الخفيفة والسريعة، فتنقلاتها على الخشبة تبعث لك بشعور أو بتلمّس الحالة
الريشية في خفة الحركة، وأين العجب في ذلك وهي صاحبة الريشة التشكيلية
في انطباعاتها على اللوحات وعلى صفحات أيامها الفنية .
يترنح فنترنح معه ما بين جانبي الخشبة وما بين طرفي الستارة ونقف معه في
الوسط ثم نتدحرج معه على الأرض ونقف لنستريح معه على كرسي هنا وطاولة
هناك لنتحرك معه نزولاً عند الجمهور فنتفاعل معه تارة ومع الحلوى تارة أخرى
في كلماته التي تتطاير منه في كل هذه التفاعلات مع غريب حالات المواطنين
في استرسال سرد الحكاية؛ هو الممثل الجميل مصطفى الجلبي في حكاية
يوميات المواطن التي يغمرها التساؤل مع تخفيفات كوميدية للواقع الثقيل والذي
هو فعلا بحاجة لهذه التخفيفات .. أم هو كرش الجلبي الذي بحاجة للتخفيف ؟
أما السهولة في تبديل الأزياء وألوانها وتناسقها مع الشخصيات والكراكتيرات
فتقودنا إلى السيدة خديجة الركبي صاحبة الخيط والإبرة والأثواب في فن
التصميم .. كما تمر معنا لمسات الآنسة أمينة الحمدوني في ألوان الماكياج
الخجولة مثل خجل صاحبتها صاحبة الابتسامة العفوية الدائمة
وإذا كان هذا الديكور القريب من الناس هو من أفكاروتنفيذ الفنانة أمينة بركات وذلك بالمشاركة والتشاور مع المخرج عبد ال رحيم النسناسي
فلا بد أن ننوه بالشاب وليد اعبادة صاحب اللمسات التقنية في الإضاءة
والصوت والذي تفنن في الدخول والخروج في مؤثراته في التوقيت الصحيح
وبالنِّسَب الصحيحة، وكيف لا وهو ابن الفنان عبد الصادق اعبادة الذي شارك
بحنجرته المميزة في تعريف وتقديم الفقرات على مر العمل .
الكتابة : لها حلاوة كالتي وزعها الجلبي على الجمهور، فالنص سلس وسهل
التناول لدى الممثلين كما كان ما بين الكاتبين العفريت الأستاذ صالح صالح
والعفريت المخرج النسناسي، فالمؤلف الفنان صالح له تجربته وفلسفته في
تجربة الدراما المغربية التي نتلمسها ما بين سطور النص في المسرحية وفي
تصوره لهذه اليوميات مشاركة مع زميله ورفيقه النسناسي ..
باختصار؛ السهرة في ليل العفاريت هذا كانت جميلة وممتعة مع بريق هذه
الفرقة الفريق .. شاهدنا واستمعنا وتفاعلنا وضحكنا وغنّينا وصفقنا لهم ومعهم
وأخذنا معنا هذه الضحكات إلى منازلنا ومجالسنا، فالمسرحية عائلية من
الدرجة الدافئة، وهي ممتعة من درجة الذاكرة الجميلة .
دمتم لجمهوركم الكريم يا فرقة …… وللفن المغربي الجميل ،،
كما دمتم لنا جمهور مجلتنا الغراء بأحسن الحالات، ونحن معكم لننقل لكم أجمل
الأوقات ولنتميز معكم من خلال الأعمال والنشاطات الثقافية والفنية في أنحاء
المملكة المغربية الشريفة .
أغدق الله عليكم بروائع الأعمال والأوقات .. آمين مع محبتي
About the Author