زيارة خاصة للمركز الثقافي المصري
الكاتب : محمد كامل الترك
الموضوع : المركز الثقافي المصري
ما أجمل الصدف، فإنها تأخذك في نزهة في دقائق المفاجآت، ولا أعتقد أن العيش في المفاجأة سوى برهة جميلة
تأخذها معك على الوسادة تستذكرها في الأحلام كي تزداد جمالاً جاءتنا دعوة أنا وصديقي أبو فارس أبو القاسم إلى
مدينة الرباط على عشاء تكريمي لأحد أبطال المملكة فذهبنا في باكر الصباح وذلك لغرض في نفس أبو القاسم ..
وما أن وصلنا هناك حتى قال لي اتبعني يا حمودي فتبعته حتى وجدت نفسي أمام يافطة كتب عليها المركز الثقافي
المصري؛ دق عل الباب ودخلنا ثم سأل عن مدير المركز الثقافي الدكتور يحيى حسنين، ولكنه لم يكن هناك فرفع
صديقي تلفونه واتصل على السيد المقصود وكم كان الترحاب واضحا من على السماعة واتفقا على اللقاء بعد
الظهر وقفلنا عائدان إلى أحد المطاعم الرباطية واستمتعنا بوجبة طاجين باللحم والبرقوق مع الحرور .. بعد
الوجبة تنزهنا في السوق ودخلنا أحد المتاجر الذي يفرد صور سيدنا ملك البلاد نصره الله على كامل جدرانه حيث
أمتعنا ناظرينا بهذه الصور ،، وما هي إلاّ لحظات حتى اتصل عليه صديقه مدير المركز الثقافي ليخبرنا أنه
بانتظارنا في المركز؛ ذهبنا هناك وقد نصحني أبو القاسم بأن آخذ كل وثائقي معي فتأبطّتُ أوراقي وكتبي
ومسرحياتي وموسيقاي من السيارة وتوجهنا إلى هناك .. توجهنا إلى فضاء لم نتوقعه، إلى أروقة رمت بنا إلى
أحداث وسنوات التاريخ بتماثيلها وكتاباتها ورسوماتها وحكاياتها التي لا تنضب على لسان هذا الرجل الموسوعة
اللطيف المتواضع والمثقف جداً وكيف لا وهو الرجل الأول في المركز الثقافي المصري في مدينة الرباط من
المملكة المغربية . وإذا كانت وصلت إلى مصر العام 1711 عائلات مغربية مثل عائلات بن جسوس وبن جلون
والمنجور والواردين من مدينة مراكش كما ذكر المؤرخ حسام أحمد عبد المعطي في كتابه المغاربة في مصر، فها
نحن المغاربة نرد اليوم إلى هذا الصرح الفكري والاجتماعي والثقافي بكل ما تحمله الكلمات من معاني .. فقد جال
معنا هذا الرجل في رواق المتحف والأثريات وفي أروقة المكتبة والتي تضم أكثر من 35000 كتاب ومرجع
وقصة لمختلف ما يحتاجه الزائر واستعرض معنا مراجع الأفلام التي يأتي الزوار لحضورها في المكتبة كما جال
معنا في جناح المعلوماتيات واستعرض معنا أجمل اللوحات التشكيلية المعبرة عن فنون وتاريخ وشخصيات مصر
الذين كان لهم التأثير الكبير على الثقافة والأدب والفن العربي بل والعالمي كما استعرض لنا الأعمال المسرحبة
التمثيلية والغنائية والندوات التي عرفتها خشبة المسرح عندهم .. ألخ
الدكتور يحيى حسنين؛ هو لا بد اسم سوف يترك لنا الكثير من الإرث الثقافي والحضاري ويدلنا على عريض
الحضارة المصرية وامتداد رحمها وأواصرها مع المملكة المغربية الشريفة بل ومع كامل الوطن العربي . وإن كان
هناك عنوان للرجل المناسب في المكان المناسب فهو لا بد ( الدكتور يحيى حسنين ) في المركز الثقافي المصري في مدينة الرباط المغرب