Published On: mar, Sep 15th, 2020

La région de Mzab dans les archives françaises, livre de A. Layouni

Share This
Tags

Par M’barek Bidaki

« La région de Mzab dans les archives françaises » est le titre de l’ouvrage du chercheur Ahmed Laayouni publié récemment au Maroc. La particularité de ce travail c’est qu’il dévoile l’histoire de cette région à travers les rapports dressés par le contrôleur civil local pendant le Protectorat. Ces archives sont déposées actuellement au centre des archives diplomatiques de Nantes. Le livre est disponible en librairie à Ben Ahmed, Settat et Casablanca. Voici par ailleurs, un aperçu sur le contenu du livre en langue arabe :

                                          كتاب أحمد لعيوني عن امزاب في الأرشيف الفرنسي

بقلم مبارك بيداقي

قام الباحث أحمد لعيوني بجمع شتات وثائق الأرشيف الفرنسي لفترة الحماية الفرنسية بمنطقة امزاب، وإنجاز كتاب يؤرخ للمرحلة خلال النصف الأول من القرن العشرين. فبعد اطلاعه على جزء من وثائق الأرشيف، وترتيبها وترجمتها إلى اللغة العربية، عمل على إعادة صياغتها لتصبح صالحة لتدوين أحداث الحقبة المذكورة، في إطار إنجاز مشروع بحثي انطلق في إعداده لكتابة تاريخ منطقة امزاب منذ حصوله على التقاعد. هذه المنطقة لم تعرف الكتابة والتدوين للأحداث والوقائع آنذاك، اللهم من بعض المقالات المتفرقة في الصحافة الناطقة بالفرنسية التي كانت تعمل على الإشادة بمنجزات السلطة الاستعمارية، أو ما نشرته الصحافة الوطنية، وخاصة بعد ظهور جريدة العلم في منتصف أربعينيات القرن الماضي، في شكل قصاصات إخبارية لمراسلها المحلي. أما الأحداث المتواترة فقد احتفظ بها من عاشوا تلك الفترة، في ذاكرتهم، وحملوها معهم، حيث أن الغالبية منهم قضوا نحبهم.

اعتمد الكاتب على تقارير سلطة المراقبة المدنية، برجوعه إلى البحث والتنقيب في الأرشيف الفرنسي، سواء بالنسبة للجزء القليل منه الذي عثر عليه بمؤسسة أرشيف المغرب بالرباط، أو ما استطاع الحصول عليه بواسطة المراسلة عن طريق البريد الإلكتروني من إدارة المركز الدبلوماسي للأرشيف بمدينة نانت الفرنسية. وأيضا بمساعدة بعض رواد المركز الذين اتصل بهم، حسبما جاء في مقدمة الكتاب. استطاع أحمد لعيوني استخراج نصوص مترابطة ومتلاحمة، وأحيانا عمد إلى إدراج أخبار متعددة في فقرة واحدة، وربما يعود ذلك لكون التقارير التي اعتمدها توجد على شكل قصاصات إخبارية تتطرق لمواضيع متعددة في نفس المراسلة.

الكتاب يتتبع كرونولوجيا الأحداث التي عرفتها منطقة امزاب، منذ دخول الاحتلال مبكرا، تحت ذريعة التهدئة سنة 1908. كما أشار في البداية إلى التنظيم المحلي الذي كان سائدا قبل دخول القوات الفرنسية، وذلك بوضع قائمة لأعوان ورجال السلطة ومجال نفوذهم. وفي مرحلة ثانية تطرق الكتاب لحركية رجال السلطة وإقالة بعضهم، وتعيين آخرين محلهم أو تقليص عددهم، وذلك بناء على معايير متعددة، أهمها الإخلاص والتعاون مع سلطة المراقبة المدنية، وتنفيذ تعليماتها بالتحكم في رقاب الأهالي، واستخلاص الضرائب، وقمع الاحتجاج. وبناء عليه، فإن الكاتب قد لمح في إشارات متعددة إلى سلوكات رجال السلطة المخزنية، سواء من حيث الخضوع لسلطة المراقبة المدنية في تنفيذ مخططاتها، وأيضا تصرفاتهم المتعجرفة وميلهم إلى ابتزاز السكان، باستغلال النفوذ من أجل تكوين ثروات فاحشة وتسخير الناس للاشتغال لديهم دون مقابل في ذروة الموسم الفلاحي.                  

كما أتى الكتاب على ذكر جبهة مقاوِمة المستعمر التابعة للحركة الوطنية المركزية، وكان محورها الرئيسي ومؤسسها محمد بن داود الفقيه الحمداوي، منذ بداية الأربعينيات، وهو أحد الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال. وكان من قادة حزب الاستقلال، ثم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. وبعد انشغاله بالقضايا الوطنية والسياسية، سلم المشعل محليا لرفيقه في النضال، إدريس المذكوري، ابن المنطقة ومدرس اللغة الفرنسية بمدرسة ابن أحمد، الذي أصبح منظر الحركة الوطنية المحلية وزعيمها بإذكاء الحماس الوطني ضد الاحتلال. وقد تولى مناصب قيادية في حزب الاستقلال، ثم حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وخاصة نقابة الاتحاد المغربي للشغل، كما ترأس تعاضدية رجال التعليم. ولم يفت المؤلف الحديث مطولا عن تأثير الحرب العالمية الثانية ومخلفاتها بالمنطقة، ومشاركة أبناء امزاب في التجنيد، كما أشار إلى معاناة السكان من آثارها، نتيجة ما كانت تقوم به سلطة المراقبة المدنية عن طريق السلطة المخزنية المحلية بمصادرة الحبوب والبهائم لضمان الغذاء للجالية الأوربية بالمدن، وكذلك التصدير لتموين الجيوش الفرنسية في جبهة القتال.

ومن جهة أخرى تعرض الكتاب لوجود طائفة يهودية بالمنطقة، تعايش أفرادها مع السكان  المسلمين، كما كان لها أثر كبير في تنمية اقتصادها، حيث وجد من بينهم العديد من الأثرياء وكبار التجار والوسطاء الذين عملوا على توفير القروض للفلاحين وترويج منتوجاتهم. وتعرض الكتاب لذكر شخصيات وطنية كانت على اتصال بالمنطقة، نجد من بينها، الحاج محمد بنجلون، مؤسس ورئيس فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم، الذي كان ملاكا عقاريا بمركز ابن أحمد وضاحيته، حيث كان يقيم من حين لآخر معسكرا لفريق الوداد بالمدينة من أجل الراحة والتدريب استعدادا للمباريات الهامة. وأشار الباحث إلى نشأة فريق محلي لكرة القدم بالمدينة، كان من بين لاعبيه المدرس بوشعيب الوراق، المعروف بالزموري. وأنهى الباحث كتابه بذكر بعض الإصلاحات التي قامت بها مصالح السلطة الاستعمارية، وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية وبداية المطالبة بالاستقلال، في مجالات الصحة العمومية والتعليم والأشغال العمومية وإحداث المراكز الفلاحية من أجل تفادي غضب الأهالي نتيجة الحيف والتهميش الذي طالهم.

الكتاب من الحجم المتوسط، يحتوي على 246 صفحة، ضمنها الكاتب بعض الصور الفوتوغرافية التي تؤرخ للمرحلة. كما قام بتقديمه رئيس اتحاد كتاب المغرب السابق، ذ. حسن نجمي.

About the Author

-

Displaying 1 Comments
Have Your Say
  1. Ahmed Laayouni et Mustapha Jmahri deux chercheurs impliqués depuis fort longtemps dans la recherche sur l’histoire et le patrimoine local de leurs régions respectives sans aucun soutien.
    Leurs publications ne sont pas appréciées à leur juste valeur à mon sens.
    Les collectivités territoriales sujet de leur recherche peuvent bien allouer à titre d’exemple une subvention de la rubrique destinée aux associations de la société civile d’une part, et d’autre acquérir un bon lot desdites publications au moment de leur sortie pour doter les bibliothèques municipales.
    La direction de la culture peut faire de même pour enrichir le fond documentaire des bibliothèques placées sous leur tutelle ( Cas de la bibliothèque Driss Tachfini pour El Jadida).
    Ceci sans oublier les bibliothèques universitaires et scolaires.
    Ne suis-je pas en train de rêver?!!!

laissez un commentaire

XHTML: You can use these html tags: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>